زها حديد: "سيدة المعمار الثائرة" و"ملكة المنحنيات" 100 جائزة عالمية ولقب ملكي لامرأة كسرت القواعد
عندما نتحدث عن العمارة الحديثة التي تكسر القواعد وتحرر الخطوط من قيود الزوايا المستقيمة، لا بد أن يأتي اسم زها حديد في الصدارة. هي ليست مجرد مهندسة معمارية، بل أيقونة عالمية، ورائدة غيرت مفهوم البناء من كونه هيكلاً وظيفيًا إلى عمل فني متكامل.
👩🎓 النشأة والهوية
ولدت زها محمد حديد في بغداد عام 1950، في بيت يقدّر الثقافة والعلم، وسط بيئة دفعتها منذ الطفولة لتتحدى السائد وتفكر خارج المألوف. درست الرياضيات أولًا، ثم التحقت بكلية الجمعية المعمارية في لندن، وهناك بدأت ملامح تمردها المعماري تتشكل.
💫 من “المعمارية الورقية” إلى الأسطورة العالمية
لسنوات طويلة، كانت زها تُلقب بـ "المعمارية الورقية" لأن مشاريعها كانت تُعتبر خيالية ومستحيلة التنفيذ. كانت تصمم مبانيَ لا تشبه ما اعتاد عليه العالم. مبانٍ متموجة، طائرة، غير متماثلة، خارجة عن كل قيد.
لكن زها لم تستسلم، وتمكنت عام 1993 من تنفيذ أول مشروع كبير لها: محطة إطفاء فيترا في ألمانيا. وكان المبنى يُشبه طائرًا بأجنحة مائلة، تمامًا كما تخيلته على الورق. ومن هناك، بدأت مسيرتها العالمية.
🏆 الأوسمة والجوائز: 100 وسام من العالم
ما بين عام 2000 و2016، لم يكن هناك عام يخلو من تتويج زها حديد بجائزة أو تكريم. نذكر من أبرزها:
-
🏅 جائزة بريتزكر عام 2004: أرفع جائزة معمارية في العالم (ما يعادل نوبل في العمارة)، وكانت أول امرأة تنالها.
-
🏅 جائزة ستيرلنغ لعامين متتاليين (2010 - 2011): عن متحف "ماكسي" في روما وأكاديمية "إيفلين غريس" في لندن.
-
🏅 وسام الشرف الفرنسي للفنون والآداب برتبة كومندور.
-
🏅 الميدالية الذهبية الملكية للهندسة المعمارية من المعهد الملكي البريطاني RIBA عام 2015 – أول امرأة تحصل عليها.
-
👑 لقب Dame من ملكة بريطانيا عام 2012 – أرفع تكريم ملكي يُمنح لسيدة.
كما سمتها اليونسكو فنانةً للسلام، وتُقدّر جوائزها الإجمالية بأكثر من 100 جائزة عالمية.
🏛️ أبرز أعمالها المعمارية
-
مركز حيدر علييف – أذربيجان: من أكثر المباني انسيابية في العالم، حاز جائزة متحف لندن لأفضل تصميم عام 2014.
-
متحف ماكسي للفن المعاصر – روما: أشبه بموجة من الإسمنت الأبيض الصلب.
-
جسر سرقسطة – إسبانيا: صُمم ليبدو كشرنقة ناعمة.
-
مركز الرياضات المائية في لندن – أولمبياد 2012.
-
أوبرا قوانغتشو – الصين.
-
متحف ريفرسايد – غلاسكو.
-
مبنى مركز الابتكار – جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية.
كل مبنى من تصميمها يحمل توقيعًا خاصًا: الانحناء، الجرأة، الديناميكية، والانسيابية.
كان جسر الشيخ زايد في أبوظبي أول مشروع لزها حديد في الإمارات
يشبه السطح الخارجي لمقر بيئة في الشارقة الكثبان الرملية
مركز حيدر علييف الشهير في باكو هو أحد تصاميم زها حديد الحائزة على عدة جوائز
المبنى العائم هو معلم معروف في وسط مدينة دبي
تتميز دار أوبرا غوانزو بموقعها الرائع على ضفاف النهر
🧠 فلسفة زها حديد المعمارية
“هناك 360 درجة، فلماذا نتقيد بواحدة؟”
هذه العبارة تلخص روح زها حديد. لم تكن تبحث عن إرضاء التيارات المعمارية، بل كانت تسعى للابتكار والاندهاش. كانت الانتقادات بالنسبة لها وقودًا يُشعل مخيلتها.
وصرّحت مرةً:
“تعقيدات وديناميات الحياة العصرية لا يمكن عكسها في الأشكال الكلاسيكية القديمة.”
💔 الرحيل المبكر وإرث خالد
في عام 2016، توفيت زها حديد في ميامي إثر نوبة قلبية مفاجئة عن عمر يناهز 65 عامًا. لكن رغم رحيلها الجسدي، ظلت تصاميمها حيّة، تُدرَّس في الجامعات، وتُنفذ في المدن الكبرى، وتلهم الأجيال الجديدة من المعماريين.
👑 زها حديد... أكثر من مهندسة
كانت زها امرأة عربية، شرقية، عراقية، استطاعت أن تُحدث ثورة في مجال يهيمن عليه الرجال. لم تكن فقط ملكة المنحنيات، بل ملكة الإرادة والإبداع. وقدّم غوغل تحيةً لها في اليوم العالمي للمرأة، احتفالًا بإنجازاتها الفريدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق