استكمالا لجولتنا فى الجزء الاول حول أرجاء القاهرة القديمة هو مرآة للروح القاهرية في عصورها الراقية: قوية، راقية، متفرّدة. التجوّل فيه يُشبه الدخول إلى لوحة شرقية تنبض بالحياة، حيث يُلامس عبق التاريخ أنفاس الحاضر.
🏛️ بيت الست وسيلة: سيدة البيوت المملوكية بعذوبة شرقية
هو أحد أرقى البيوت الأثرية في قلب القاهرة الفاطمية، ويُعدّ مثالًا حيًا على روعة العمارة السكنية في العصر العثماني، كما يحمل طابعًا أنثويًا خاصًا يتناغم مع شخصيّة المرأة التي حمل اسمها.
يقع المنزل في شارع الشيخ محمد عبد الله، المتفرّع من شارع الأزهر، خلف الجامع الأزهر مباشرة، ويجاور بيوتًا أثرية شهيرة مثل بيت زينب خاتون وبيت الهراوي.
كما انه جزء من ثلاثية بيوت القاهرة (مع بيت الهراوي وزينب خاتون).يمثل الصورة الأنثوية للبيت الشرقي: الخصوصية، الأناقة، والسكينة.فهو مثال على حفاظ مصر على تراثها المعماري رغم تقلبات الزمن.
إليك نظرة موسّعة عن هذا البيت العتيق:
🏛️ التاريخ والاسم
سُمي بهذا الاسم نسبةً إلى "الست وسيلة"، وهي امرأة من علية القوم كانت تمتلك هذا البيت في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي. وقد ورثته وحرصت على تجديده والعناية به، فاقترن باسمها عبر التاريخ.
✨ الطراز المعماري
المنزل يمثل روعة العمارة السكنية العثمانية، ويتميز بـ:
المشربيات الخشبية: المُتقنة الصنع، التي كانت تُستخدم لحجب الرؤية عن النساء مع السماح بدخول الهواء والضوء.
الأفنية الداخلية: حيث الزرع والماء في تناغم شرقي جميل.
الإيوان: وهو مكان الجلوس الصيفي المرتفع، يتوسطه السقف الخشبي المزخرف.
السلم الداخلي: المتدرج بنعومة، ويؤدي إلى الطابق العلوي حيث غرف النوم والاستقبال.
🎭 دوره الثقافي الحالي
اليوم، يُستخدم بيت الست وسيلة كمركز ثقافي ضمن "مراكز إحياء التراث" التابعة لوزارة الثقافة. وتُقام به فعاليات مثل:
عروض موسيقية عربية وصوفية.
ورش فنون الخط العربي والموزاييك.
معارض تراثية ومجالس رمضانية.
🏛️ بيت السناري : بيت العلوم والثقافة والفنون
أحد كنوز القاهرة الإسلامية الخفية، يجمع بين عبق التاريخ وروعة العمارة العثمانية. أنشئ عام: 1794م.
يقع هذا البيت الأثري في حي السيدة زينب بالقاهرة بحارة مونجي المتفرعة من شارع الصليبية، حي السيدة زينب، القاهرة القديمة.
، ويُعدّ اليوم مركزًا ثقافيًا هامًا بعد أن كان شاهدًا على واحدة من أهم لحظات التنوير العلمي في مصر.
🏛️ نبذة عن بيت السناري
المؤسس: إبراهيم كتخدا السناري – أحد أعيان السودان الذين عاشوا في مصر في أواخر العصر العثماني.
📚 بيت السناري والحملة الفرنسية : في نهاية القرن الثامن عشر، استخدمه العلماء الفرنسيون خلال حملة نابليون على مصر كمقر لما أطلقوا عليه "المجمع العلمي المصري"، أي ما يعادل أكاديمية العلوم الحديثة.
ففي هذا المكان دُرست خريطة مصر، وسُجلت معلومات أثرية وجغرافية، وكان مركزًا علميًا مدهشًا سبق عصره.
🏺 الطراز المعماري
بيت السناري يُعدّ نموذجًا فاخرًا للبيوت السكنية في أواخر العصر العثماني، ويضم:
مداخل معقودة بالحجر المشغول.
فناء داخلي محاط بغرف الطابق الأرضي.
مشربيات خشبية تسمح بالخصوصية والتهوية.
سقف خشبي منقوش بدقة في الطابق العلوي.
مكتبة أثرية كانت تضم كتب الحملة الفرنسية.
🏛️ الدور الثقافي الحالي
اليوم يُدار بيت السناري بواسطة مكتبة الإسكندرية، وأُعيد ترميمه وتحويله إلى مركز ثقافي يُقيم:
ورش للفنون والترميم.
ندوات ثقافية وأمسيات شعرية.
معارض تراثية وحرف تقليدية.
فعاليات فنية للشباب.
🏛️ بيت الهراوي: جوهرة معمارية في قلب القاهرة الفاطمية
يقع بيت الهراوي في حي الأزهر التاريخي يوجد خلف الجامع الأزهر، بجوار بيت الست وسيلة
، ويُعد واحدًا من أجمل البيوت الأثرية التي ما زالت تحتفظ بسحر العمارة الإسلامية، ويعرف اليوم بلقب "بيت العود العربي" لما يحتضنه من فعاليات فنية وموسيقية مميزة انشئ حوالي عام 1731م
📍 معلومات سريعة:
المنشئ: أحمد بن يوسف الهراوي – أحد وجهاء الدولة العثمانية
عرف فيما بعد بـ بيت العود العربي 🎶:
منذ عام 1998، أصبح البيت مقرًا لـ**"بيت العود العربي"** بإشراف الموسيقار العراقي الكبير نصير شمة، حيث يُدرّس العزف على العود والكمان والقانون، ويُقام به حفلات موسيقية دورية تجمع بين التراث والحداثة.
🏛️ الطراز المعماري:
بيت الهراوي يتميز بجماله المعماري الذي يعكس روح العصر العثماني المتأخر، ويضم:
مدخل منكسر يضمن الخصوصية
فناء داخلي واسع
مشربيات خشبية دقيقة الزخرفة
إيوان مطلّ على الفناء
زخارف خشبية وأحجار مطعّمة
غرف استقبال مخصصة للضيوف تعرف بـ"السلاملك"
✨ أهم ما يميز بيت الهراوي:
تصميم معماري تقليدي يعكس ملامح البيوت المصرية في العصر العثماني
ملتقى للفنانين والموسيقيين من مختلف الدول
قريب من معالم سياحية مثل: الأزهر، بيت زينب خاتون، بيت الست وسيلة
يحتضن عروض موسيقية ثقافية في أجواء تاريخية فريدة
🏛️ بيت جمال الدين الذهبي: أحد كنوز القاهرة الإسلامية المنسية
يقع بيت جمال الدين الذهبي في حي الجمالية العريق بشارع المعز لدين الله الفاطمي، خلف مدرسة الناصر محمد بن قلاوون ، وسط أزقة القاهرة الفاطمية، ويُعد من البيوت الأثرية النادرة التي تعكس روعة العمارة الإسلامية في أواخر العصر المملوكي.
انشئ القرن الـ 15 الميلادي (حوالي عام 1450م)
💡 لمحات من تاريخ البيت:
المنشئ: جمال الدين يوسف الذهبي – أحد كبار التجار ووجهاء العصر المملوكي
سكنه عدد من الشخصيات المهمة خلال فترات زمنية متعاقبة
مر بمراحل ترميم للحفاظ على هويته المعمارية
يُعد نموذجًا نادرًا للبيوت التجارية السكنية في العصر المملوكي
ملامح معمارية مميزة:
مدخل منكسر: يمنح سكان البيت الخصوصية
الصحن الداخلي: تحيط به الغرف من الجوانب الأربعة
المشربيات: نوافذ خشبية دقيقة الصنع لتوفير الخصوصية والتهوية
السلم الحجري: يؤدي إلى الطابق العلوي حيث الجناح الخاص بصاحب البيت
الزخارف: تجمع بين الخط العربي والهندسة النباتية








ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق