سناء و لويس "وفاء صنعته الأيام، وحب خلّده الزمن."
كانت قصة حب وزواج سناء ولويس من أشهر وأجمل قصص الحب التي تفوق الروايات الرومانسية.
كان سناء ولويس نموذجًا مثاليًا لقصص الحب الرومانسي، والارتباط الذي يتفانى فيه كل طرف في كيان الآخر.
فهي واحدة من أجمل قصص الحب التي تلامس القلب وتُخلَّد في الذاكرة، ليس فقط لأنها جمعت بين شخصيتين بارزتين في الثقافة والفن المصري، بل لأنها جسّدت معنى الوفاء الحقيقي والمحبة الخالصة التي لا تُهزم بمرور الزمن أو حتى بالموت.
سناء، الفنانة ذات الحضور الطاغي والقوة الداخلية، وجدت في لويس رفيقًا لا يشبه سواه. عاشا معًا على مبدأ الشراكة الكاملة،
فكانت سناء تحلف باسمه دائمًا قائلة: "وحياة لويس"، وكأن اسمه صار قسمًا مقدسًا في حياتها.
واستجاب الزوج العاشق لرغبتها في عدم الإنجاب والتفرغ للفن، وكان كلٌّ منهما محور حياة الآخر، ومتكأه الذي يستند عليه.
حتى أن لويس جريس لم يستخدم العصا ليستند عليها ماشيًا إلا بعد وفاة سناء، التي أُصيبت بسرطان الرئة وظلت تعاني لمدة 3 أشهر.
وكانت وفاتها في 19 ديسمبر عام 2002 أكبر صدمة في حياة رفيقها المحب العاشق.
ذلك الحدث المؤلم كان نهاية الجسد فقط، فقد ظل لويس جريس يحملها في قلبه وروحه وكلماته حتى بعد رحيلها.
ووصفه لفقدها في رسالته بعد 15 عامًا يكشف عن عمق الحب والوفاء:
"15 سنة ولازالتِ هنا.. ولازال عطرك يفيض من حولي ويملأ الأمكنة... 15 سنة على رحيلك يا سناء.. ولازلت أحكي للناس عن أول لقاء بيننا، وأول كلمة حب، وأول رقم تليفون هاتفتك عليه... 15 سنة ولازلت أذكر حنانك ودفء كفك حينما كان يربت على كتفي... 15 سنة وما زلت أحكي لمن حولي عن عشقي لكِ... وعن عدم وفائك بالوعد... رحلتي وتركتيني وحيدًا، وقد كنا اتفقنا على ألا نفترق... لكن لا راد لقضاء الله... فلتكن مشيئته ونحن نقبلها برضاء تام... أعيش على أمل أن ألقاكِ يا وحيدتي."
كأنها لم تغب، وكأنه لم ينفصل عنها أبدًا، بل ظل ينتظر اللقاء كما وعدها.
ولم يُخلف وعده، إذ لحق بها بعد سنوات من الوفاء، في مشهد يُشبه نهاية قصة حب خيالية، لكنها واقعية، صادقة، وإنسانية حتى النخاع.
وظل الكاتب الكبير لويس جريس على وفائه وحبه، حتى لحق بحبيبته سناء في 26 مارس 2018.
قصة سناء ولويس تذكير نادر ونقي بأن الحب الحقيقي لا يموت، بل يُزهر حتى في غياب الجسد، ويعيش عبر الكلمات، والذكريات، والوفاء.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق