أسمهان.. صوتٌ غردَ للطيور وعينٌ سحرت القلوب

في تاريخ الغناء العربي، تظل أسمهان حالة فريدة لا تتكرر. لم تكن مجرد مطربة، بل كانت كأنها أسطورة تمشي على الأرض، بصوت يحمل رقة النسيم وقوة البحر، وعينين تخبئان خلف سحرهما حكايات لم تُروَ.

ولدت أسمهان في زمن كان فيه الفن يُصنع من روح وصدق، فدخلت القلوب من أوسع أبوابها، بصوتٍ واثق يحمل شجن الشرق وأناقة الغرب. تميزت بخامة صوت استثنائية وقدرة مذهلة على الانتقال بين المقامات، فأبهرت كبار الموسيقيين، وعلى رأسهم شقيقها الموسيقار فريد الأطرش.

لكن ما جعل أسمهان رمزًا خالدًا لم يكن صوتها فقط، بل تلك الهالة الغامضة التي أحاطت حياتها القصيرة والمليئة بالأسرار. كانت حياتها مزيجًا من الفن والسياسة والحب والمأساة، وانتهت برحيل مأساوي وهي في ريعان شبابها، تاركة خلفها تراثًا غنائيًا قليلًا في العدد، لكنه خالد في القيمة.

رحلت أسمهان، وبقي صوتها يُغرد في سماء الذكريات، وعيناها تسكنان صفحات الزمن... لأنها ببساطة، كانت مختلفة.