🌿 قرة عين المرأة: حين تجد في الرجل القوامة لا السيطرة
المرأة لا تريد رجلًا كاملًا، بل رجلًا يكمّلها بالأمان
المقدمة
في زمن تغيّرت فيه المفاهيم وتداخلت الأدوار،
تبحث المرأة عن رجل لا يعلو عليها، بل يقوم بها.
عن من لا يسلبها حريتها باسم القوامة،
بل يمنحها الأمان الذي تستحقه في ظله.
فالقوامة الحقيقية ليست تسلّطًا،
وليست امتيازًا يمنح للرجل دون مسؤولية،
بل هي توازن دقيق بين القوة والرحمة، بين الحماية والعدل.
المرأة، في أعماقها، لا تبحث عن الغنى ولا عن الجمال،
بل عن رجل قوي بعدله، عاقل بحكمته، كريم بطمأنينته.
ذلك الرجل الذي يرفع عنها الحرج،
ويمنع عنها الهمّ،
ويطفئ الصراعات قبل أن تشتعل.
🧩 لماذا تحتاج المرأة إلى رجل قَوّام بحق؟
المرأة بطبيعتها العاطفية تحتاج إلى الشعور بالأمان أكثر من أي شيء آخر.
وحين تجد رجلًا يحمل القوامة الحقيقية — لا المتعالية —
تشعر بالثقة في نفسها وفيه معًا.
القوامة ليست تفوقًا ذكوريًا،
بل مسؤولية تكليفية جعلها الله لحماية الأسرة وتنظيم الحياة.
حين يمارس الرجل القوامة بعدل ورحمة،
تُصبح هي قرة عينٍ له لا خصمًا ولا ندًّا.
ففي ظله تشعر بالسكينة،
وفي قراراته ترى حكمة،
وفي وجوده تجد من يسندها حين تتعب، لا من يُضعفها حين تخطئ.
إن المرأة، مهما بلغت من القوة،
تبقى في داخلها تحتاج إلى من يحتضن ضعفها دون أن يُدينها،
ويفهم صمتها دون أن يُحاسبها.
💡 كيف تظهر القوامة في شكلها الإنساني الناضج؟
القوامة لا تُقاس بالصوت العالي ولا بالتحكم في القرار،
بل تُقاس بقدرة الرجل على قيادة الحياة المشتركة بالوعي والعدل.
-
يحميها من الحرج:القوّام الحقيقي لا يترك زوجته تواجه المواقف وحدها.يخطو قبلها بخطوة ليمنع عنها الإحراج أو الضغط،ويجعلها دائمًا مكرّمة لا مضغوطة.
-
يُعفيها من الهمّ:يعرف أن هناك مسؤوليات لم تُكلَّف بها،فيتحمل عنها ما يستطيع،ويترك لها مساحة الراحة لتكون هي — أنثى وسكنًا وسلامًا.
-
يُنهي الصراعات قبل أن تبدأ:لا يدخل في جدال ليكسب،بل يتعامل بحكمة ليحافظ على البيت من الانقسام.لأن القوامة الحقيقية لا تُثبت بالانتصار،بل تُثبت بالاتزان.
-
يكون قويًا في المواقف، لا في السيطرة:قوته تظهر حين يتخذ القرار وقت الأزمة،لا حين يفرض رأيه بلا مبرر.
-
عادل في مشاعره وتصرفاته:لا يُنقص من شأن زوجته،ولا يجعلها تشعر بأنها “أقل”.بل يراها شريكًا متكاملًا في الحياة، لا تابعًا له.
🌺 ما الذي تجنيه المرأة من القوامة الحقيقية؟
حين تجد المرأة هذا النوع من الرجال،
يتغير حضورها في الحياة تمامًا.
-
تصبح أكثر ثقة بنفسها، لأنها تشعر أن من يقف بجانبها لا يُنافسها بل يدعمها.
-
تنمو في عطائها، لأن الأمان يجعلها تُبدع وتُحب وتعطي بلا خوف.
-
تهدأ روحها، فالقوامة الحقيقية تمنحها السلام الداخلي لا القيود.
-
يتحول بيتها إلى سكنٍ فعلي، لأن من يقوده لا يُطفئ النور بل يزيده دفئًا.
وعندها فقط، يصبح هو في عينيها “قرة العين” حقًا —
ليس لأنه يملك، بل لأنه يحتوي.
🌸 الخلاصة
القوامة التي كرم الله بها الرجل،
ليست بابًا للتسلط، بل جسرًا للمودة.
حين يفهم الرجل أن القوامة مسؤولية لا امتياز،
وأن العدل أقوى من السيطرة،
يصبح وجوده أمانًا، وحديثه سكينة، وصمته حماية.
وحين تجد المرأة مثل هذا الرجل،
لا ترى فيه “من يُلزمها” بل “من يُلهمها”.
فهو القوي بعدله،
العادل في حبه،
المقدام في صمته وفعله.
وحقًا... أبهى الرجال في عين المرأة ليس الغني ولا الوسيم،بل من يفهم القوامة كما أرادها الله — حبًّا، وعدلًا، وكرامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق