احدث المقالات

Post Top Ad

Your Ad Spot

الاثنين، 4 أغسطس 2025

الألم بقدر الأنا

 الألم بقدر الأنا

الألم بقدر الأنا
حين يتحول السؤال من "ماذا حدث؟" إلى "لماذا أنا؟" يزيد الوجع أضعافًا

في لحظات الضعف والانكسار، لا يكون الألم في الحدث ذاته...

بل في السؤال الذي يطرق رؤوسنا بإلحاح:

"ليه أنا؟ ليه يحصل معايا كده؟"

ليه أنا اللي اتخنت؟ ليه أنا اللي اتعرضت للمرض؟ ليه أنا اللي بخسر رغم إني تعبت؟

قد تبدو تلك الأسئلة طبيعية وإنسانية، لكنها في العمق تعكس تضخم الأنا.

كلما عظّم الإنسان نفسه وظنّ أنه في منأى عن الانكسارات، زاد وقع الصدمات عليه.

🔍 الأنا... والخذلان

الألم بقدر الأنا

عندما نعيش في تصور داخلي أننا "مميزون أكثر مما ينبغي"، فإن أي تجربة مؤلمة تتحول إلى صدمة هوية.

مشاعر مثل:

"ما استاهلش اللي حصلي"

"ده ظلم كبير"

"أنا غيرهم... إزاي ده يحصل لي؟"

كلها نابعة من تصور داخلي بأننا فوق العشوائية، فوق القدر، فوق الحظ، وفوق الظروف.

وكلما تعلّقت الأنا بوهم التحكم الكامل، تضاعف الألم عندما يظهر العكس.

🌿 التحرر من الأنا... تحرر من الألم

الألم بقدر الأنا

المفارقة الغريبة هي أن الألم يقل كلما زاد وعي الإنسان بحدود قوته.

من يدرك أن الدنيا فيها:

أقدار لا تُرد

ظروف أقوى من إرادتنا

حظوظ لا نتحكم بها

ضعف إنساني مشروع

...هو من ينجو بأقل الخسائر النفسية.

التحرر من فكرة أن "الدنيا مدينة لي" يجعلنا نتلقى ما يحدث بتوازن، لا بتمرد.

💬 نحن لا نتألم بسبب الخيانة أو المرض أو الفقد فقط... بل لأننا نعتقد أن هذه الأشياء لا تليق بنا

لو توقفنا عن سؤال:

"ليه أنا؟"

وبدأنا نسأل:

"كيف أتعامل مع ده؟ إيه اللي أقدر أعمله؟"

هنبدأ نخرج من دوامة جلد الذات ونرجع لمسارنا الطبيعي.


✨ خلاصة المقال:

كلما عظُمت الأنا، اشتد الألم.

كلما أدرك الإنسان أنه جزء من منظومة أكبر فيها قدر وحظ وعجز، خفّ الألم.

التحرر من فكرة الاستثناء يحررك من الشعور بالظلم.

الألم موجود، لكن تضخيم الأنا هو ما يجعله قاتلًا.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad

Your Ad Spot

???????