✨ فيروز وعاصي… ثنائيٌ صنع من الحكايات أغاني تبصم في القلب ✨
ليست كل الأغاني تُصنع من نوتة وكلمات،
بعضها يُولد من موقف بسيط، دمعة صامتة، ضحكة بنت على الشباك، أو لحظة انتظار تحت المطر.
🎼 فيروز، الصوت الملائكي الذي غنّى الوجدان وساكن القمر حتى أصبحوا جيران.
✒️ عاصي، الشاعر والملحن الذي نسج من لحظاتهم اليومية موسيقى خالدة لا تُنسى.
من صمتهم تولّدت: "سألوني الناس"،
ومن طفولة "ليال" جاءت: "شايف البحر شو كبير"،
ومن خلاف صغير، كتب عاصي أغنية اعتذار خالدة: "بأيام البرد وأيام الشتي…"
🎤 لم يكونا فقط شريكين في الفن،
بل كانا قصة حب تُغنّى، وقلبين يحوّلان الحياة إلى نغم.
العائلة كانت مليئة بالحب والحكايات، وفنّهم كان صادقًا، حقيقيًا، عابرًا للزمن.
و دل ذلك بموقف تم ذكره سابقا
قال عاصي الرحباني لزوجته فيروز فى مجالستهما ذات مره :
اعطيني وعد إنّك ما تروحي لو شو ما صار بيناتنا !
فيروز لعاصي :
رح أوعدك بـشي تاني ..
رح ضل ارجعلك دائمًا لو شو ما صار بيناتنا.
وأغانيهم؟
باقية… لأن الحياة التي ألهمتها كانت حقيقية جدًا… وجميلة جدًا.
🎶 حكايات خلف الأغاني
1. "حبيتك بالصيف"… والميعاد تحت المطر
يحكي عاصي الرحباني أن فيروز لا تنسى الإساءة أبدًا، حتى لو كانت صغيرة.
قبل زواجهما بسنوات، طلب منها أن تنتظره لتسجيل أغنية، وتأخر… وصدفةً أمطرت.
انتظرته فيروز طويلًا تحت المطر، ولم تأتِ الشكوى على لسانها فقط، بل في كل مناسبة، ولسنوات طويلة، كانت تذكّره بتلك اللحظة.
فكتب عاصي كلمات أغنية "بأيام البرد وأيام الشتي"، كاعتذار واضح لعاشقة لا تنسى:
"تجي هاك البنت من بيتها العتيقويقلا انطريني و تنطر عالطريقويروح وينساها… وتدبل بالشتي"
2. "شايف البحر شو كبير"… جملة من قلب الطفولة
حين كانت ليال، ابنة عاصي وفيروز، في السادسة، جلس معها والدها أمام شباك يطل على البحر، وسألها:
قديه بتحبيني؟
فقالت بعفوية الطفولة: "شايف البحر شو كبير؟ كبر البحر بحبك".
التقط عاصي العبارة، وولدت واحدة من أعذب أغاني الحب، غنّتها أمها فيروز:
"شايف البحر شو كبير؟ كبر البحر بحبكشايف السما شو بعيدة؟ بعد السما بحبك"
لكن الجزء الحزين من القصة أن ليال توفيت فجأة في العشرينات، عام 1988، بنفس سبب وفاة والدها: نزيف في الدماغ.
3. "يلا تنام ريما"… غنوة أم لابنتها
غنّت فيروز هذه الترنيمة لابنتها "ريما الرحباني"،
في فيلم "بنت الحارس" عام 1968، فصارت الأغنية تهويدة تُغنّيها الأمهات لأطفالهن حتى اليوم،
بعد أكثر من نصف قرن، ما زال صدى هذه الغنوة دافئًا في الذاكرة.
4. "سمرا يا أم عيون وساع"… قصة ضيقة وصورة شعرية
في زيارة لعاصي وفيروز إلى بيت الشاعر زين شعيب،
كان المكان ضيقًا ومزدحمًا. وكانت فيروز ترتدي تنورة "نيلي"،
فقالت له: "وين بدنا نقعد يا زين؟"
فرد بعفوية شاعر:
"سمرا يا أم عيون وساع والتنورة النيليةمطرح ضيق ما بيساع… رح حطك بعينيي"
فالتقطها عاصي بسرعة وقال: "خلصنا! كمل الأغنية وابعتها."
5. "سألوني الناس"… دموع فيروز على المسرح
عندما أصيب عاصي بنزيف في المخ، كتب أخوه منصور أغنية تُسلي بها فيروز حزنها.
لحنها زياد وهو ابن 17 عامًا، ودمجت في مسرحية "المحطة".
لكن الموقف المؤثر كان بعد وفاة عاصي، حين وقفت فيروز لأول مرة على المسرح لتغنيها وحدها،
وما إن وصلت إلى المقطع:
"بيعز عليّ غني يا حبيبي… ولأول مرة ما منكون سوا"
حتى انفجرت بالبكاء على المسرح.
6. "سلّملي عليه"… أغنية أم لابنها
"سلّملي عليه… بوّسلي عينيه"، أغنية تبدو عاطفية تقليدية، لكنها ليست كذلك.
غنتها فيروز لابنها "هلي"، من ذوي الهمم، الذي لا يسمع ولا يتكلم.
كرّست فيروز سنوات عمرها للاعتناء به، حتى اليوم، وهو في الستين من عمره.
7. "عندي ثقة فيك"… حب زياد الرحباني
كتب زياد الرحباني هذه الأغنية في جلسة عفوية مع أصدقائه، كهدية لحبيبته "كارمن لبّس"،
لكنها لم تغنّها… بل غنتها أمه فيروز، لتصبح إحدى علامات ألبوم "كيفك إنت".
🎤الختام
في كل لحظة، كانت الأغنية تُولد من الحياة،
وكل بيت موسيقي وُلد من دمعة، لحظة انتظار، ضحكة بنت، أو حوار عابر.
فيروز وعاصي ليسا مجرد فنانين… هما قصة تُحكى، وأغنية تُروى.
وصوتهما… سيظل يعيش ما دامت القلوب تنبض حبًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق