"سرّ العلاقات الناجحة لا يكمن في الحب فقط… بل في شعور الإنسان بأن ما يفعله له قيمة حقيقية."
التقدير… الوقود السري للعلاقات الإنسانية
في خضم الحياة السريعة وضغوطها اليومية، قد ننسى أن أبسط الكلمات والمواقف قد تصنع فارقًا هائلًا في العلاقات.
التقدير ليس مجرد "لُطف زائد"، ولا رفاهية لا وقت لها… بل هو الوقود الحقيقي الذي يحرك الإنسان من داخله، ويغذي الروابط العاطفية والاجتماعية.
في هذه المقالة، سنتناول مفهوم التقدير بعمق، وكيف يؤثر بشكل مباشر في جودة العلاقات الإنسانية، والصحة النفسية، والأداء الشخصي والمجتمعي.
التقدير ليس كماليات… بل ضرورة إنسانية
كثير من الناس يظنون أن التقدير مجرد إطراء، أو تصرف اختياري.
لكن الحقيقة أن الإنسان بطبيعته العاطفية والعقلية يحتاج إلى أن يشعر بأن مجهوداته محل احترام، وأن وجوده له قيمة لدى الآخرين.
عندما يشعر الشخص بأنه مُقدَّر:
يضاعف مجهوده بإرادة داخلية.
يمنح من وقته وطاقته دون تردد.
يُعبّر عن حبه وولائه دون أن يُطلب منه ذلك.
التقدير يحوّل التعب إلى طاقة
عندما يرى الإنسان أن تعبه مرئي ومحل اهتمام، يتغيّر كل شيء.
العبء يصبح رسالة حب، والمجهود يصبح وسيلة للتعبير عن الانتماء.
تخيّل مثلًا موظفًا يُقدّر جهده، أو شريكًا في علاقة يسمع "شكرًا" حقيقية…
تأثير هذه اللحظات قد يكون أقوى من مكافأة مادية أو وعود كبيرة.
التقدير يُخرج أفضل ما فينا
حين يشعر الإنسان أن ما يفعله له أثر حقيقي في عيون من حوله،
يتحرر من مشاعر الإحباط واللامبالاة، وتظهر منه أجمل نسخة إنسانية.
لا شيء يوقظ الطاقات الكامنة داخلنا مثل شعور "أنا شايفينّي… ومقدّرينّي".
في هذا السياق، يقول المثل:
> "يحمل الإنسان جبالًا بالحب، ولا يحمل حبة قمح مُكرهًا."
نحن لا نُعطي تحت الضغط، بل نعطي ببذخ إذا شعرنا بالحب والتقدير.
التقدير يصنع بيئة آمنة ومحفّزة
في بيئة يسودها التقدير:
تنخفض نسبة النزاعات والتوتر.
يزدهر التعاون.
يشعر كل فرد بالانتماء والثقة.
سواء في بيت، أو شركة، أو حتى دائرة أصدقاء، ثقافة التقدير هي التي تحافظ على التواصل الإنساني حيًا ومتجددًا.
كيف نُقدّر الآخرين بصدق؟
استمع باهتمام لمن حولك.
اعترف بمجهودهم علنًا وخصوصًا.
قل "شكرًا" من قلبك.
لا تبخل بكلمة طيبة أو دعم بسيط في وقت الحاجة.
الأمر لا يحتاج أموالًا أو هدايا… فقط نية صافية وكلمة صادقة.
ختامًا: التقدير يُغيّر كل شيء
في زمن السرعة والانشغال، قليل من التقدير يمكنه أن يُعيد الروح لعلاقة، ويُحيي طاقة إنسان كانت على وشك الانطفاء.
لا تنتظر أن يخبرك أحد أن التقدير مهم… كن أنت البداية.
> "الإنسان لا يمشي خطوة واحدة بالإجبار، لكنه مستعد يمشي بلاد… إذا شعر أن لما يفعله له قيمة."
.jpg)
.jpg)


.jpg)
.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق